الاقتصاد

يعد إقليم دارفور واحدة من أهم المناطق الجغرافية في جمهورية السودان. إن ثروته من الموارد الطبيعية – التربة الخصبة، الموقع الجغرافي والمناخ – تجعله ذا أهمية كبيرة لرفاهية الاقتصاد السوداني. تشغل المنطقة حوالي نصف مليون هكتار، أي حوالي 20٪ من مساحة السودان، وتملك موارد وفيرة من والثروة الحيوانية. يسمح مناخ الاقليم للزراعة بالاعتماد كليًا على الأمطار، حيث تشكل الزراعة وتربية الماشية الركنين الأساسيين للاقتصاد المحلي.

تعد دارفور واحدة من أكبر منتجي الصمغ العربي في السودان – ما يقرب من 24 ٪ من صادرات البلاد من الصمغ العربي – والتي وصلت إلى 63000 طن ، مع عائدات إجمالية قدرها 120 مليون دولار ، حيث شمال دارفور هي أكبر منتج في الاقليم.

ساهمت الثروة الحيوانية في 50 ٪ من ميزان المدفوعات في السودان بين عامي 1976 – 1984، و 20 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي، و 25 ٪ من إجمالي الثروة الحيوانية في البلاد. علاوة على ذلك، ينتج الاقليم عدة أنواع من المحاصيل الزراعية مثل الصمغ العربي، والخضر والفواكه والبذور النقدية.

للاقليم ثروة معدنية ضخمة، حيث يمكن العثور على الكثير من المعادن المختلفة مثل الذهب والنحاس واليورانيوم والنفط بكميات وفيرة.

تؤكد البحوث الاقتصادية قدرة دارفور على استيعاب عدد من السكان يبلغ 300 مليون نسمة، مع توفير إمدادات غذائية كافية لبقية العالم. ومع ذلك، تشير البحوث إلى أن هذا يمكن أن يكون صحيحًا فقط إذا أصبح المناخ السياسي في دارفور مستقرًا؛ عندها فقط يمكن أن تزدهر.

يقسم الإقليم جغرافيا وتاريخيا الى ثلاثة أجزاء: شمال دارفور، غرب دارفور وجنوب دارفور، وغالبية الثروة تكمن في هذه الأجزاء الثلاثة.

شمال دارفور

لها مساحة جغرافية تبلغ 270 ألف كيلومتر مربع، وتعد أغنى جزء من دارفور. تربتها الغنية وأراضيها الصالحة للزراعة تجعلها مكانًا فريدًا في السودان. حاليا، يتم زراعة 8 ملايين فدان، ويتغذى 12 مليون من الحيوانات الحية من أراضيها، والتي تمثل 10 ٪ من مخزون السودان من الماشية الحية. علاوة على ذلك، تأتي مجموعة متنوعة من المعادن من هذه المنطقة، مثل الذهب والحديد والرصاص والجرانيت والكروم والرخام، والتي توجد بملايين الأطنان.

غرب دارفور

مع مساحة جغرافية تغطي 175 ألف كيلومتر مربع، تحتوي منطقة غرب دارفور على أكثر من 8 ملايين فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، منها 3 ملايين مزروعة. يحتوي هذا الجزء من الاقليم على التربة الأكثر خصوبة، خاصة حول منطقة جبل مرة. وبالتالي، فإن معظم مشاريع الاستثمار الزراعي في البلاد تقع حول هذه المنطقة. يوجد أيضًا احتياطي وفير من الوديان والمياه الجوفية، حيث يتم استخراج حوالي 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا. 75 ٪ من هذا الجزء من الاقليم مغطى بالغابات.

جنوب دارفور

هذه المنطقة هي الأغنى من حيث الموارد المعدنية. تحتوي على كميات هائلة من النحاس والحديد والأسمنت الخام وأحجار الجير. كما تحتوي على احتياطيات كبيرة من حقول النفط حيث يمكن أن تكون مركزا لإنتاج والاستثمار في البتروكيماويات والصناعات الثقيلة.

لطالما كان إقليم دارفور مصدرًا رئيسيًا لإمدادات الغذاء في السودان. ومع ذلك، فقد قلصت القضايا البيئية والسياسية باستمرار مساهمة دارفور في النمو والتنمية الاقتصادية للسودان، فهذا البطل الاقتصادي قادر على حل مشكلة نقص الغذاء في أفريقيا وتزويد أجزاء أخرى من القارة بالمياه. نحن نؤمن ان هناك مجال كبير للتنمية والاستثمار في هذه المنطقة الغنية بالسودان، التي سوف تنهض بشبابها بإذن الله.